سورة النحل - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النحل)


        


قوله عز وجل: {الَّذِين تتوفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} قال عكرمة: نزلت هذه الآية في قوم أسلموا بمكة ولم يهاجروا، فأخرجتهم قريش إلى بدر كرها، فقتلوا، فقال الله {الذين تتوفاهم الملائكة} يعني بقبض أرواحهم. {ظالمي أنفسهم} في مقامهم بمكة وتركهم الهجرة. {فألقوا السّلَمَ} يعني في خروجهم معهم وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه الصلح، قاله الأخفش.
الثاني: الاستسلام، قاله قطرب.
الثالث: الخضوع، قاله مقاتل. {ما كنا نعمل من سوء} يعني من كفر.
{بَلَى إن الله عليمٌ بما كنتم تعملون} يعني إن أعمالهم أعمال الكفار.
قوله عز وجل: {ولدار الآخرة خيرٌ} يحتمل وجهين:
أحدهما: أن الجنة خير من النار، وهذا وإن كان معلوماً فالمراد به تبشيرهم بالخلاص منها.
الثاني: أنه أراد أن الآخرة خير من دار الدنيا، قاله الأكثرون.
{ولنعم دار المتقين} فيه وجهان:
أحدهما: ولنعم دار المتقين الآخرة. الثاني: ولنعم دار المتقين الدنيا، قال الحسن: لأنهم نالوا بالعمل فيها ثواب الآخرة ودخول الجنة. قوله تعالى: {الذين تتوفاهم الملائكة طيبين}
قيل معناه صالحين.
ويحتمل طيبي الأنفس ثقة بما يلقونه من ثواب الله تعالى.
ويحتمل وجهاً ثالثاً أن تكون وفاتهم وفاة طيبة سهلة لا صعوبة فيها ولا ألم بخلاف ما تقبض عليه روح الكافر.
{يقولون سلام عليكم} يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون السلام عليهم إنذاراً لهم بالوفاة.
الثاني: أن يكون تبشيراً لهم بالجنة، لأن السلام أمان.
{ادخلوا الجنة} يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون معناه أبشروا بدخول الجنة.
الثاني: أن يقولوا ذلك لهم في الآخرة.
{بما كنتم تعملون} يعني في الدنيا من الصالحات.


قوله عز وجل: {والذين هاجروا في الله من بَعْدِ ما ظُلِموا} يعني من بعد ما ظلمهم أهل مكة حين أخرجوهم إلى الحبشة بعد العذاب والإبعاد.
{لنبوئنهم في الدنيا حسنة} فيه أربعة أقاويل: أحدها: نزول المدينة، قاله ابن عباس والشعبي وقتادة.
الثاني: الرزق الحسن، قاله مجاهد.
الثالث: أنه النصر على عدوهم، قاله الضحاك.
الرابع: أنه لسان صدق، حكاه ابن جرير. ويحتمل قولاً خامساً: أنه ما استولوا عليه من فتوح البلاد وصار لهم فيها من الولايات.
ويحتمل قولاً سادساً: أنه ما بقي لهم في الدنيا من الثناء، وما صار فيها لأولادهم من الشرف.
وقال داود بن إبراهيم: نزلت هذه الآية في أبي جندل بن سهل، وقال الكلبي: نزلت في بلال وعمار وصهيب وخباب بن الأرتّ عذبهم أهل مكة حتى قالوا لهم ما أرادوا في الدنيا، فلما خلوهم هاجروا إلى المدينة.
وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا دفع إلى المهاجرين العطاء قال: هذا ما وعدكم الله في الدنيا، وما خولكم في الآخرة أكثر، ثم تلا عليهم هذه الآية:


قوله عز وجل: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم} هذا خطابٌ لمشركي قريش.
{فاسألوا أهل الذكر إن كنت لا تعلمون} فيه ثلاثة أقاويل:
أحدها: أن أهل الذكر العلماء بأخبار من سلف من القرون الخالية الذين يعلمون أن الله تعالى ما بعث رسولاً إلا من رجال الأمة، وما بعث إليهم ملكاً.
الثاني: أنه عنى بأهل الذكر أهل الكتاب خاصة، قاله ابن عباس ومجاهد.
الثالث: أنهم أهل القرآن، قاله ابن زيد.
قوله تعالى: {وأنزلنا إليك الذِّكر لتبين للناس ما نُزِّلَ إليهم} تأويلان:
أحدهما: أنه القرآن. الثاني: أنه العلم.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8